ندرة الموارد وإمكانات السلام: حوار حول المياه في اليمن
17/09/2025

في مطلع أغسطس، عقد برنامج صنع السلام المناخي والبيئي التابع للمعهد الأوروبي للسلام اجتماعًا ضمّ جهات مختلفة من الجهات المعنية في الحكومة اليمنية لمناقشة الو ضع المائي في البلاد. عُقد الاجتماع في عمّان، وكان الهدف منه دراسة التحديات الملموسة في محافظات ومدن محددة، والتوصل إلى رؤية مشتركة وتحديد الحلول الممكنة لمعالجة هذه القضايا من حيث العرض والطلب على المياه. وبعد أربعة أيام من الاجتماعات، وضع المشاركون قائمة استراتيجية بالحلول العملية لمعالجة قضايا المياه في البلاد. وستجتمع المجموعة مجددًا في نهاية عام 2025 لمواصلة النقاش.
بناءً على سلسلة من الاجتماعات الأحادية التي يسّرها المعهد، مثّل الاجتماع الفني الرابع حول صنع السلام المناخي والبيئي في اليمن الاجتماع المشترك الأول للأطراف الحكومية المعنية، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي. وتستند هذه المبادرة إلى إطار عمل متفق عليه للحوار والتعاون البيئي، يُقرّ بأن التصدي المشترك لمخاطر الموارد الطبيعية والبيئة والمناخ يُمكن أن يُحقق فوائد للسلام في تحقيق الاستقرار والمصالحة، وتعزيز القدرة على الصمود في وجه المخاطر البيئية ومخاطر الصراع.
ساهمت المناقشات في إيجاد أرضية مشتركة من خلال الإقرار بالمصالح والقيم والأهداف المشتركة في ظل ندرة المياه. وشمل هذا التفاهم المتبادل الحاجة إلى تقييمات محدثة وأكثر دقة لتوافر المياه السطحية والجوفية، واتجاهات استخدامها، وتحديد بؤر المياه الأكثر إلحاحًا في المنطقة، لا سيما حيث قد تؤدي المنافسة إلى توترات ونزاعات.
المياه والسلام والصراع في اليمن
يعاني اليمن منذ زمن طويل من نقص المياه للاستخدامات الزراعية والصناعية والمنزلية. فبفضل مناخه شبه الجاف إلى الجاف، يُصبح البلد بطبيعة الحال عُرضةً لندرة المياه، ويعتمد بشكل كبير على موارد المياه الجوفية غير المتجددة. وبعد عقد من الصراع المسلح، تفاقم الوضع المائي في اليمن إلى أزمة حادة، حيث يفتقر حوالي 17 مليون يمني إلى المياه لتلبية احتياجاتهم اليومية. وقد اقترنت الآثار المباشرة للحرب، مثل تدمير شبكات المياه، بالتحديات المالية، ونقص الإمكانيات، والنمو السكاني، وكلها تفاقمت بسبب الصراع. ومع تزايد وضوح آثار تغير المناخ، مثل تقلبات معدلات هطول الأمطار، أصبحت قضية ندرة المياه أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
لا تقتصر أزمة المياه على الآثار الإنسانية فحسب، بل تؤثر أيضًا على التماسك الاجتماعي، وتؤجج التنافس، وتدفع الى الصراع. وحتى قبل تصاعد وتيرة الحرب، كان يُنظر إلى المياه كعامل رئيسي يُسهم في التوترات في اليمن. ومع استمرار الصراع ونضوب موارد المياه في اليمن، أصبح اتباع نهج متكامل لصنع السلام يُدرك هذه الروابط أمرًا لا غنى عنه. في هذا السياق، يسعى المعهد من خلال عمله إلى الاستفادة من الاهتمامات البيئية المشتركة كمسار جديد للسلام، وتحويل القضايا البيئية من مصدر للتوتر إلى فرصة للعمل المشترك.
نبذه عن المشروع
يهدف مشروع “المسارات البيئية للمصالحة” (EPfR) إلى المساهمة في تحقيق سلام مستدام في اليمن من خلال الحوار والتعاون البيئي. ومن خلال نهجه التصاعدي والشامل، يُعزز المشروع أصوات اليمنيين في المناقشات السياسية ومناقشات السلام، مستخدمًا القضايا البيئية كمدخل وعنصر للسلام. يُنفذ مشروع المسارات البيئية للمصالحة من قِبل المعهد الأوروبي للسلام بدعم من وزارة الخارجية الألمانية، وهو جزء من ركيزة السلام لمقاومة المخاطر بقيادة أديلفي. يمكنكم الاطلاع على المزيد عن المشروع على الموقع الإلكتروني www.epfryemen.org.
