لا مستقبل بدون توفر المياه في اليمن: اجتماع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي لمناقشة التعاون في مجال المياه
09/12/2025

عُقد في نيروبي، كينيا، من 28 نوفمبر إلى 1 ديسمبر، الحوار الفني الثاني حول صنع السلام المناخي والبيئي في اليمن. واستند هذا الاجتماع إلى نجاح الاجتماعات الثنائية السابقة والحوار الفني الأول الذي عُقد في أغسطس 2025 في عمّان، والذي حقق تفاهمًا مشتركًا حول قضايا المياه، بما في ذلك دورها في سوء التكيف والنزاعات والصراعات. وخلال الحوار في نيروبي، بادر المشاركون إلى وضع رؤية مشتركة ومسودة خارطة طريق للتعاون لمعالجة ندرة المياه في اليمن.
كان هذا الاجتماع المشترك الثاني للمشاركين الفنيين والسياسيين للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، والذي دعا إليه المعهد الأوروبي للسلام، في إطار عمل متفق عليه للحوار والتعاون البيئي. وتهدف هذه العملية إلى معالجة القضايا المتعلقة بالموارد الطبيعية والبيئة ومخاطر المناخ بشكل مشترك، دعماً لفوائد السلام في تحقيق الاستقرار والمصالحة وتعزيز القدرة على الصمود. وتضمن الحوار عروضاً تقديمية حول حوكمة وإدارة المياه على المستويين الوطني والمحلي، مما وفر فهماً دقيقاً أتاح إجراء مناقشات عملية تهدف إلى حل قضايا المياه الملحة بما يتماشى مع أولويات سياسات الجهات المعنية.
أجرى المشاركون مناقشات معمقة، وعززوا التفاهم المشترك حول تحديات المياه الأكثر إلحاحًا في اليمن وأثرها على المجتمعات المحلية. نوقشت خلال الحوار الفني الثاني مجالات العمل الاستراتيجية والحلول العملية على المدى القصير والمتوسط والطويل لتحسين إدارة موارد المياه، ودعم التوفير المستدام لخدمات المياه في المناطق الحضرية والريفية، وتحسين الإدارة البيئية، كل ذلك باتباع نهج يراعي ظروف النزاع ويدعم السلام.
على هامش جمعية الأمم المتحدة للبيئة، أتاحت العاصمة الكينية فرصةً ثمينة للمشاركين للقاء المنظمات الدولية المعنية بمواجهة مخاطر الأمن المناخي في منطقة القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية. وفي زيارةٍ لمركز التنبؤ بالمناخ وتطبيقاته التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD)، اطلع المشاركون على امكانية أن تتطور المخاطر الناجمة عن تغير المناخ والتدهور البيئي إلى كوارث ونزاعات، وكيفية الوقاية منها من خلال الإنذار المبكر والاستجابة لهذه المخاطر من خلال برامج التأهب.
كدراسة حالة، قامت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD) بتحليل إعصار تيج، الذي ضرب ساحل المهرة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. كما زار المشاركون مستشار الأمن المناخي التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في الصومال للتعرف على مشروع رائد في جوهر، الصومال، يهدف إلى بناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ وتحسين الأمن المائي والغذائي من خلال نهج متكامل يجمع بين بناء السلام والعمل المناخي.
المياه كأساس للصراع والتعاون في اليمن
في اليمن، حيث يُقدَّر أن حوالي 17 مليون شخص – أي ما يقرب من نصف السكان – يعانون من انعدام الأمن المائي، تتفاقم ندرة المياه الفعلية بسبب آثار النزاع المسلح، الذي قوَّض قدرة المجتمعات والسلطات على مواجهة المخاطر البيئية. في هذا السياق، يمكن للمياه أن تُفاقم التوترات، ولكنها قد تُشكِّل أيضًا مدخلًا للتعاون وبناء الثقة والحوار. تسعى عملية الحوار والتعاون البيئي التابعة للمعهد إلى تحويل القضايا البيئية من مصدر للخلاف إلى فرص لدعم السلام والاستقرار من خلال جهود مشتركة لتعزيز القدرة على الصمود في وجه المخاطر المناخية والبيئية. وقد مثّل الحوار الفني الأول حول صنع السلام المناخي والبيئي في اليمن، الذي اختُتم في أغسطس/آب 2025، نقطة انطلاق لاستكشاف هذه الفرص.
حول المشروع
يهدف مشروع “المسارات البيئية للمصالحة” (EPfR) إلى المساهمة في تحقيق سلام مستدام في اليمن من خلال الحوار والتعاون البيئي. ومن خلال نهجه الشامل، يُعزز المشروع أصوات اليمنيين في المناقشات السياسية ومناقشات السلام، مستخدمًا القضايا البيئية كمدخلات وعناصر للسلام. يُنفذ مشروع EPfR من قِبل المعهد الأوروبي للسلام بدعم من وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية، وهو جزء من ركيزة السلام “مقاومة المخاطر” التي تقودها منظمة أديلفي. يمكنكم الاطلاع على المزيد حول المشروع على الموقع الإلكتروني www.epfryemen.org .
[ssba-buttons]
